عدد المساهمات : 11 تاريخ التسجيل : 27/03/2012 العمر : 36
موضوع: حلمٌ على بوابة الرحيل الخميس مارس 29, 2012 9:38 am
حلمٌ على بوابة الرحيل
انسدَلتُ صريعاً على أعتاب حلم ٍ قاس ٍ ينذر بالرحيل أطرُقه بشدة .. فيأبى أزداد غضباً وأعاود الطرْق بقوة أكبر يزداد قسوة .. يبّرحني بعنف الذكرى هي لي .. وأنا لها هي حبيبتي .. وأنا حبيبها قلبها ينبض بي .. وقلبي ينبض بها هذا جُلّ ما أؤمن به .. ويرسخ في أعماقي أغني تهويدة أملي الباقي قبل أن يلفظ عشقي لها آخر أنفاسه وقد أزمَعَتْ على صَرْم ودادي لستُ بحاجة لذكرى تذكرني بما ينبض بداخلي لست بحاجة لذكراك ِ يا ( سيدتي ) فما زلت ِمعي أناشدُ أشباح الذكريات أن ترحل عني لكنها تلسعني بسمٍّ موجع وتعلـّقني حيث هرَبتْ الروحُ من صدري تتسارع أنفاسي .. تتعالى شهقاتي أجمع شتات دمعي المدفون في مآقيَّ المتحجّرة أتوسلُ الفرار من قسوة عروق ٍتخبيء بين طياتها فنون القهر أخاف على دمعي من نفسي كانت " هي " ولا زالت من يعّطر لؤلؤ عيني بجمال وجهها وصفاء تعابيره تخمد براكيني بعذوبة همسها ورقـّة لمسها وتمسح جبيني بكفين كالحرير أرجوها الهروب من كياني الذي استبدت به وأحاول الفرار من عشق ٍ يتأرجح في صدري بشراسة موجعـة أتوسّل بما بقي لي من عطرها أن تخرج .. أن تبتعد كي لايؤذيها تمزّق أوردتي الموبوءة بالغرام لكن تبوء محاولات استجدائي بالفشل أركض مسرعاً لدرج خزانتي أنتشل منها هواء حياتي المحفوظ ونسمات ذكرى كانت حاضرة أجمع صورها وأنظرها بعين حزينة أمزقها بشدة وأضحك بهستيريا العشق تحتدّ ضحكاتي .. ويرتفع نحيبي أبعثرها حولي .. أنثرها بجنون الشوق وأردّد .. سأبتُر كلَّ خيط ٍ يربطني بذكرى لك ِ لن أبحثَ لك ِعن ذكرى بعد الآن مادمت ِ معي .. فلاحاجة لي بأي ذكرى وإن كانت رفيفَ بلسم ٍ مُحرق أو طوق نجاة وسط بحر ٍمغرق أستجدي النوم أن يعانقني بسرعة البرق لأستشعر ببرودة يديها فأدفئُها تحت دثار حلمي عاندني النوم .. لكني احتضنتُها وأشعلتُ حريقاً في حناياها من نسج الخيال ودقاتُ قلبي تقرع بعنف اشتقت لعينيها .. أنفاسها .. ضحكاتها تُقتُ لعطرها .. دفئ صدرها .. لمسات أناملها صوتها وحدهُ من سيبعثـني من موتي ويرفعُني إلى أعالي السّحب التي لايشبه روعتها إلا " هي" أمسِكُ سماعة الهاتف وما ألبثُ أن أديرَ نصف الرقم لتـُمطِرَ في ذاكرتي جميع ما أبعدتُه ومزَّقتُه كالسيل ِ يخترق حضن الوادي فـأنتفضُ ألماً .. وأنفجرُ وجداً وشوقاً تتلوّى ضلوعي حنيناً .. وأ ُستنزَف أنيناً تتعالى الأصواتُ حولي رغم هدوء الصمت تدوي ضحكات استهزاء الحانقين كفى وهماً يا سلطان الغرام ماعادت هُنا ، لقد رحلت ماعادت هُنا ، لقد رحلت أصرخ ُبوجع ِالحرمان وخوف الأطفال أصيحُ بلهيب ِالكتمان لِمَ يانبضي أسرتَ روحي وقلبي عندك ؟ لما كبلتني بأغلال حبها ؟ وتركتني جسداً هامداً لايعرف الحياة إلا بِها لِمَ لمْ تهديني رصاصة عندما افترقنا عوضاً عن جوريّة ٍدامية كقلبي القابع وسط أضلعي ؟ أعودُ لأُلملِمَ أحاسيسي التي مزقتها بَعـْثرَاتُ صور وقصاصات رسائل أطلقتها في الهواء غباءٌ فعلتُهُ لأنـْفـِي قَدْرَاً سلبني من ذاتي أجمعُ كلما بقيَ لي منه أشحذ ُروحي ببقاياها معي يا سيدتي الحبيبة اشتقتـُك شغـفاً بكيتـُك حنيناً تنفستك احتياجاً أراهنُ أنك ِ لم تري سواي كلـّما أغمضت ِ جفنيك تعباً .. وهرباً فـأنا .. أنت ِ وأنت ِ .. أنا لا يمكن أن يحيا الإنسان إذا غابت الروح عن الجسد حقيقة ارتشفناها عشقاً فغدَت إيماناً ويقيناً