نعم حبيبتي أبكي من أجلك
أبكيكِ من مُدُن ِ الأحزان ِ فابكيني
ياعينُ مَن كانَ في همّي يواسيني
قالوا قد نستكَ وقلت غير ما ذكـروا
وكيف مَن كنتُ في ذكراهُ ناسيني
قد كان حين يطولُ البُعْـدُ يقصِدُني
واليوم ماعـادَ في الأحـلام ِ يأتيني
فما تـسافر في أرض ٍ ولا وطـن ٍ
إلاّ تسافر أيضـاً في شراييني
يسيرُعطرُها في النفس ِأنفاساً أرددُها
طوالَ عمري وأنـّاتي تسَلـّيني
تهجرنى حيناً وأحياناً تقـابلـُُني
وهكذا الحالُ من حين ٍ إلى حين ِ
كنـّا قبيـلَ النوَى عُرْفـاً نشمّ ُ بهِ
حتى تنـَاءَى .. لـَجَـأنا للرياحين ِ
أصبحتُ أكتمُ آهاتي لأعلِنـها
متى وقفت قريباً من عناويني
لم أكن أحسبُ أن الهجرَ يعقبه
نارٌ في الحشا وعذابُ القلب يكويني
فلا رجوتُ تجافي مَن يُجافيني
وكـم تمنيتُ منـها أن تلاقيني
يا جمرة ً أحرقت قلب عاشقها
يا ظلمة ً سكنت في قلب مغبون ِ
ما زلتُ أذكرك ِ وليلُ البعدِ أرقني
كوجه البدر يبسمُ لي فيحيني
يا نسيمَ الليل طفّ بمنزلها
وأقرأ سلامي على أحزان محزون ِ
يا تاركين دمي .. دمعاً أجودُ به
أنــا العليـلُ ولا شئ يُداويني
ولا تعَـلـّلتُ إلاّ في تذكـّركُم
فإن تذكّرتُ عاد الذِكـرُ يُبكيني
مُكبـّـلٌ بسرايا الهـمِّ مُتـّصلٌ
بمَنْ يُغـَنـّي على مَهْـل ٍألاحيني
مُحرّقٌ أنا لا بُردَ ألـُفّ ُبهِ جسمى
وما زلـتُ بالنيران ِتكويني
كنتُ أظن أن الدنيا تسالمني
وأنها بعد أن غدرتْ ستعطيني
عبست بأنيابها الأقدار في وجهي
وكانَ حظي من الحبيب يُقصيني
فإن سالمتني صروفُ الدهر يوماً
عادت سهامُها ترشقني وترميني
ما زلتُ أسبحُ في جَوّ ٍوفي بلدٍ
فوقَ النجوم ِ وحظي لايُلاقيني
دعوتُ الله في سِرّي وفي جهري
عسى ربّي من الحب ِ يشفيني
ذهبَ الدعاءُ وعزً الجوابُ
فتمنيت لو أن الموت يأتيني